«شروع في القتل» قصة قصيرة للكاتب سيد جعيتم

«شروع في القتل»  قصة قصيرة للكاتب سيد جعيتم
«شروع في القتل»  قصة قصيرة للكاتب سيد جعيتم

يبدوا أنه ليس من السهل إغراؤه مثل سابقيه، غسلتها جيدا وعطرتها بزيت الينسون الذي يعشقه.

 أرقبُهُ من مكمني خلف الشيشِ وهوَ يدورُ حولَ المصيدةِ، وقف ينظر حوله وكأنه يبحث عن شي،  تشمَّمُ الطعم بِداخِلِهَا، هِمّ بالدخولِ ثم تراجعُ وانصرف.

غَيَّرَتْ مكانَ المصيدةَ وزودتَها بِطُعمٍ يُحِبّهُ... دخَلَهَا.

أخيرًا أمسكت باللعين.

أَمْسَكَتْ بالمصيدةِ لتضعها في جردل مملوء بالماءِ، لأعدم ساكنها  غْرِقًا .

نَظَرتُ إليه، لا يَهدأُ داخلَ المصيدةِ وَذيله الطويلِ يَخرجُ مِنْ أسلاكِهَا، علي فَمِهِ آثارُ دماءٍ من محاولاتِ النجاةِ.

مرعوبًا:

-   (أهكذا أعدمت أولادي؟).

ألْجَمَتْنِي المفاجأةُ.

- تُزْهِقُ أرواحًا خَلَقَها اللهُ؟

= اصمتْ.

-   قاتلٌ... ولا تعرفُ جنسَ من تقتلُه؟... أنا أمٌّ مَكْلُومَةٌ انا من قتلت أولادِهَا وزوجِها.

= لوثتُم طعامي وأتْلَفْتُم الأثاث... تَضِرُّونَنِي.

- زوجي وثلاثةُ من أولادي خرجوا ساعين للرزق... باحثون عن لُقَيماتٍ جَافَّة نَسُدّ بِهَا جوعَنَا... بسببِكَ لم يعدْ أحدٌ منهُم، شاهدْتُ آخِرَهُم في قفصِكَ هذا، حاولتُ إخراجَهُ دونَ فائدَةً... ظلَّ يَبْكِي ويستغيثُ... وأنا أبكي وأدعو الله أن ينتقمَ مِنَ المتسببِ.

شعرت بقشعريرة تسري في بدني نظرَتْ لعينِي:

ـ أخبرني كيف تشعرُ وأولادَك يَنْتزِعهُم الموتُ أمام عينيك؟...

= كُلّنَا نموتُ حينَ يَحينُ أجلُنَا؟.

-   فرقٌ كبيرٌ بينَ الموتِ والقتلِ

توجهْتُ نَحوَ وعاءِ الماءِ.

- صرخَتْ مستغيثةً (يا رب).

أهرقْتُ الماءَ... وأطلقْتُ سراحَهَا.